الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لا بد من تحكيم الشرع في قضايانا
أيها الإخوة الكرام، أنا أركز على هذه الفكرة كثيراً، لقد ألِف المسلمون أن دينهم دين صلاة وصيام، وحج وزكاة، وفيما ذلك تحكمهم الأعراف والتقاليد، وما عليه الناس، وما يأتيهم عن الغرب، فالمفارقة الحادة أنك تجد المسلم مسلماً في المسجد، أما في معاملاته ففيها بضاعة محرمة، يقول لك: رائجة، الله يغفر لنا، وفي توزيع الإرث حرمت البنات، الأصهار لا يعطون وجها، نخاف أن يذهب المال إليهم فيتحكموا فينا.
ترى إنسانًا لا يحكمه القرآن الكريم، من هو المؤمن ؟ الذي تجده وقافاً عند كتاب الله، الذي تجده وقافاً عند الحلال والحرام، من هو المؤمن ؟ أن يراك حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك.
﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾
[ سورة يونس]
انظر الى اين ينتهي مصيرك ؟!!
أيها الإخوة، دققوا، القبر حفرة في الأرض، أنت حينما تشيع جنازة ألا ترى مصير الإنسان ؟ قد يكون من أغنى أغنياء البلد، قد يكون من أكبر علماء البلد، قد يكون من أقوى أقوياء البلد، أين البيت الفخم ؟ أين المركبة الفارهة ؟ أين المكتب التجاري الرائع ؟ أين الدخل الفلكي ؟ أين الحشم والخدم الذين حوله ؟ أين الأتباع ؟ تركوه، ونزل إلى القبر وحده، ونزل معه عمله، فإن كان عمله كريماً أكرمه، وإن كان عمله سيئاً أسلمه، ألا يا رب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.
الدين خطير عليكم بأدائه ، ومنه توزيع التركة على الوجه الشرعي
ترى عند المسلمين سبعمئة ألف دعوة كيدية، اغتصاب أموال، اغتصاب شركات، اغتصاب بيوت، ديون لا تؤدى، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام قَالَ:
(( يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ ))
[ مسلم، أحمد ]
هذا لمن أدى حياته، وهي أثمن ما يملك في سبيل الله، الديون لا تغفر له، فكيف بالذي لا يقيم شرع الله في الميراث، لولا أنها مشكلة عامة، لولا أن سبعين بالمئة حتى أكون دقيقا سبعون بالمئة من الأسر يحرمون البنات، ويعطون الذكور، لم يكن هذا الموضوع، لكن لأنه موضوع ساخن وطاف على السطح، وموضوع متكرر، وموضوع ينتهي بالطلاق، وانتهت أسرتان في أسبوعين إلى الطلاق، لأن الأهل أحجموا عن إعطاء ابنتهم حصتها من الميراث.
لن ننتصر وحالنا كما هو
أيها الإخوة الكرام، ألا تتصور ما هي الأسباب الكبيرة التي وراء أن الله تخلى عنا ؟
هذا حال المسلمين في التاريخ، هكذا كان حالنا ؟ كنت في مدينة في أوربا اسمها آخن هي عاصمة الإمبراطورية سابقاً، كان فيها الملك شارلمان، جاءته هدية من هارون الرشيد، موضوعة بأعلى مقام افتخارًا، الدولة الإسلامية كانت في أعلى مقام، هل هذا حالنا الآن، لماذا ؟ لأننا فهمنا الدين عبادات شعائرية، ولم نفهمه عبادات تعاملية، فهمنا الدين صلاة وصيام وحج، وزكاة، ولم نفهمه أداء للحقوق، الدين عدل.
المجتمع الإسلامي أساسه الأسرة فإن صلحت صلح المجتمع
لما أرسل النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن رواحة ليقيم تمر خيبر أغروه بحلي نسائهم، فقال: والله جئتكم من عند أحب الخلق إلي، ولأنتم أبغض إلي من القردة والخنازير، ومع ذلك لن أحيف عليكم، فقال اليهود بهذا قامت السماوات والأرض، وبهذا غلبتمونا.
المجتمع الإسلامي أساسه الأسرة، وهناك ظلم بين أفراد الأسرة لا يعلمه إلا الله، زوجات مظلومات، بنات مظلومات، أخ ظالم يأخذ كل الملك له، لا يعطي شيئاً، وقد تعاني أخته من آلام الجوع هي وأولادها، ونصيبها من الميراث من خمس وعشرين سنة لم توزع التركة، هكذا.
أيها الإخوة الكرام، أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الخطبة باعثة للمسلمين، أو لمن يسمعها على أن يؤدي الحقوق إلى أهلها:
(( ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ))
[ ورد في الأثر ]
الدانق سدس الدرهم، ثلاثون قرشًا سوريًا، أدّ الحق إلى صاحبه.
والحمد لله رب العالمين
لا بد من تحكيم الشرع في قضايانا
أيها الإخوة الكرام، أنا أركز على هذه الفكرة كثيراً، لقد ألِف المسلمون أن دينهم دين صلاة وصيام، وحج وزكاة، وفيما ذلك تحكمهم الأعراف والتقاليد، وما عليه الناس، وما يأتيهم عن الغرب، فالمفارقة الحادة أنك تجد المسلم مسلماً في المسجد، أما في معاملاته ففيها بضاعة محرمة، يقول لك: رائجة، الله يغفر لنا، وفي توزيع الإرث حرمت البنات، الأصهار لا يعطون وجها، نخاف أن يذهب المال إليهم فيتحكموا فينا.
ترى إنسانًا لا يحكمه القرآن الكريم، من هو المؤمن ؟ الذي تجده وقافاً عند كتاب الله، الذي تجده وقافاً عند الحلال والحرام، من هو المؤمن ؟ أن يراك حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك.
﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾
[ سورة يونس]
انظر الى اين ينتهي مصيرك ؟!!
أيها الإخوة، دققوا، القبر حفرة في الأرض، أنت حينما تشيع جنازة ألا ترى مصير الإنسان ؟ قد يكون من أغنى أغنياء البلد، قد يكون من أكبر علماء البلد، قد يكون من أقوى أقوياء البلد، أين البيت الفخم ؟ أين المركبة الفارهة ؟ أين المكتب التجاري الرائع ؟ أين الدخل الفلكي ؟ أين الحشم والخدم الذين حوله ؟ أين الأتباع ؟ تركوه، ونزل إلى القبر وحده، ونزل معه عمله، فإن كان عمله كريماً أكرمه، وإن كان عمله سيئاً أسلمه، ألا يا رب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.
الدين خطير عليكم بأدائه ، ومنه توزيع التركة على الوجه الشرعي
ترى عند المسلمين سبعمئة ألف دعوة كيدية، اغتصاب أموال، اغتصاب شركات، اغتصاب بيوت، ديون لا تؤدى، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام قَالَ:
(( يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ ))
[ مسلم، أحمد ]
هذا لمن أدى حياته، وهي أثمن ما يملك في سبيل الله، الديون لا تغفر له، فكيف بالذي لا يقيم شرع الله في الميراث، لولا أنها مشكلة عامة، لولا أن سبعين بالمئة حتى أكون دقيقا سبعون بالمئة من الأسر يحرمون البنات، ويعطون الذكور، لم يكن هذا الموضوع، لكن لأنه موضوع ساخن وطاف على السطح، وموضوع متكرر، وموضوع ينتهي بالطلاق، وانتهت أسرتان في أسبوعين إلى الطلاق، لأن الأهل أحجموا عن إعطاء ابنتهم حصتها من الميراث.
لن ننتصر وحالنا كما هو
أيها الإخوة الكرام، ألا تتصور ما هي الأسباب الكبيرة التي وراء أن الله تخلى عنا ؟
هذا حال المسلمين في التاريخ، هكذا كان حالنا ؟ كنت في مدينة في أوربا اسمها آخن هي عاصمة الإمبراطورية سابقاً، كان فيها الملك شارلمان، جاءته هدية من هارون الرشيد، موضوعة بأعلى مقام افتخارًا، الدولة الإسلامية كانت في أعلى مقام، هل هذا حالنا الآن، لماذا ؟ لأننا فهمنا الدين عبادات شعائرية، ولم نفهمه عبادات تعاملية، فهمنا الدين صلاة وصيام وحج، وزكاة، ولم نفهمه أداء للحقوق، الدين عدل.
المجتمع الإسلامي أساسه الأسرة فإن صلحت صلح المجتمع
لما أرسل النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن رواحة ليقيم تمر خيبر أغروه بحلي نسائهم، فقال: والله جئتكم من عند أحب الخلق إلي، ولأنتم أبغض إلي من القردة والخنازير، ومع ذلك لن أحيف عليكم، فقال اليهود بهذا قامت السماوات والأرض، وبهذا غلبتمونا.
المجتمع الإسلامي أساسه الأسرة، وهناك ظلم بين أفراد الأسرة لا يعلمه إلا الله، زوجات مظلومات، بنات مظلومات، أخ ظالم يأخذ كل الملك له، لا يعطي شيئاً، وقد تعاني أخته من آلام الجوع هي وأولادها، ونصيبها من الميراث من خمس وعشرين سنة لم توزع التركة، هكذا.
أيها الإخوة الكرام، أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الخطبة باعثة للمسلمين، أو لمن يسمعها على أن يؤدي الحقوق إلى أهلها:
(( ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ))
[ ورد في الأثر ]
الدانق سدس الدرهم، ثلاثون قرشًا سوريًا، أدّ الحق إلى صاحبه.
والحمد لله رب العالمين