لأن "الكلام" هو الوسيلة الأساسية في تعاملات البشر والتواصل بين الناس، لذا فإن الشخص الذي يصاب بنقص في قدرته السماعية أو فقدان حاسة السمع لا يجيد التواصل مع الناس والمجتمع - بصورة طبيعية - مما يدفعه للعزلة، خصوصًا أن ذوى الإعاقة السمعية إذا ولد أصم فانه لا يتكلم وبالتالي لا يقدر على التعبير أو التواصل مع الآخرين. والسنوات الأخيرة شهدت تقدمًا ملحوظاً في عالم التكنولوجيا مما أعطي أملا جديدا فى التغلب على مشكلة تواصل الصم مع الآخرين.
أجهزة إلكترونية:
تنقسم وسائل تكنولوجيا التأهيل السمعي لعدة أنواع الأول: الأجهزة الألكترونية، مثل السماعات التى تستخدم لضعاف السمع خصوصا كبار السن، ولقد تطورت التكنولوجيا بشكل كبير في هذا المجال حيث إنها تقدم يوميًا أجهزة سمعية لتكبير وتضخيم وتوضيح الصوت، وتوضع علي الأذن من الخارج وتتميز بأنها سهلة الاستخدام وسعرها في متناول الجميع، كما يوجد منها العديد من الأشكال والتي تناسب جميع الاحتياجات.
والنوع الثانى: مجال زراعة القوقعة. تعتبر تكنولوجيا زراعة القوقعة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، فإنها مخصصة للذين يعانون ضعفًا شديدًا في حاسة السمع حيث تتم زراعة جهاز الكتروني داخل الأذن الداخلية لاستقبال الصوت بواسطة مكبر للصوت صغير يوضع خارج الأذن ثم يتم تحويل الصوت ومعالجته تكنولوجيا بهدف تبسيطه ليسهل علي الأذن إدراكه حيث إنها تتخطى الخلايا التالفة في الأذن الداخلية وتقوم بتحويل الأصوات إلي إشارات إلكترونية إلي عصب السمع وغير انها للأسف لا تصلح لحالات فقدان السمع نهائيًا.
وبالإضافة لما سبق يوجد قفاز إلكتروني لقراءة لغة الإشارة، حيث توصل العلماء لاختراع قفازات إلكترونية قادرة علي ترجمة لغة الإشارة التي يستخدمها الصم والبكم وتحويلها الي نصوص مكتوبة علي التليفون المحمول، وتكون هذه القفازات مزودة بمجسات وحساسات للحركة، وتقوم بالتعرف علي حركة اليد وإرسالها إلي التليفون علي هيئة رسالة نصية ويأتي مع القفاز تطبيق خاص يتم تحميله علي التليفون من أجل ترجمة معاني هذه الإشارات وتحميلها إلي نصوص مكتوبة أو اختيار تشغيل خاصية النطق بحيث يقوم التليفون بنطق الكلمات المترجمة.
كما يوجد أيضا أجهزة اهتزاز للتنبيه، وهي عبارة عن أجهزة يمكنها الكشف عن صوت الهاتف وجرس الباب بواسطة أجهزة إرسال صغيرة يرتديها الشخص وتعمل بالاهتزاز لتنبيه بأن جرس الباب يرن استقبال الهاتف مكالمة وتكون المحولات التي ترسل تلك الإشارات الصوتية موزعة في جميع أنحاء المنزل وتعمل أجهزة الاهتزاز علي تحويلها إلي ذبذبات يسهل الشعور بها.
وتوصل العلماء مؤخرًا إلى تصميم ساعات مضيئة، وهي ساعات مخصصة تعمل بالضوء مع نظام ذبذبات لكي يشعر بها الشخص عندنا يضبطها علي موعدًا ما أو لإيقاظ الشخص النائم في الوقت المحدد.
برامج وتطبيقات
لم تتوقف خدمات التكنولوجيا المقدمة للصم على الاجهزة فقط، بل اقتحمت عالم البرامج "السوفت وير" حيث يوجد برنامج تواصل المترجم الإرشادي العربي، وهو برنامج يتم تحميله علي الحاسب الآلي أو المحمول لتعليم لغة الإشارة وهذا عن طريق الصور ثلاثية الأبعاد وهو يجمع بين التعليم والترجمة ويتميز بأنه سهل الاستخدام كما أنه يتيح كتابة الحروف وتحويلها للغة الإشارة عن طريق الصور ومن خلاله يمكن ترجمة لغة الإشارة إلي اللغة العربية.
لتحميل البرنامج:http://tawasoul4arsl.ksu.edu.sa -
كما يوجد أيضا قاموس لغة الإشارة للصم والبكم "DeafLanguage" هو عبارة عن برنامج مجاني يعمل علي عرض الكلمات وترجمتها لصور وهو مفيد جدا في تعليم لغة الإشارة تحتوي قاعدة بيانات البرنامج علي قدر كبير من الكلمات والتي يحتاجها الشخص خلال حياته اليومية كما انه باللغة العربية.لتحميل البرنامج:http://www.rofof.com - 2hskcq11 - DeafLanguage.html
لمستخدمى أجهزة "الأى فون" يوجد قاموس لغة الإشارة، وهو تطبيق مجاني علي تليفونات "آى فون"عبارة عن قاموس عربي للعديد من الكلمات العربية حيث يتم توضيحها بالصورة التي تتضمن أشخاص يطبقون إشارة كل كلمة كما يتيح عمل بحث داخل القاموس عن الكلمات المراد ترجمتها بالإضافة إلي فهرس يقسم فيه الكلمات والبرنامج متوفر في "آبل استور".
وكل يوم يظهر الجديد في وسائل التقنية والتي من شأنها مساعدة الصم والبكم في التواصل مع المجتمع وتكيف معه بكل سهولة والاندماج معه من أجل توفير فرص عمل لهم والاستفادة من قدراتهم حيث إن التكنولوجيا بالفعل أصبحت الأمل الجديد لكل ذوى الإعاقة.