يُعتبر الحديث عن حقيقة العلاقة بين الزوجين أو حقوق الزوج وحقوق الزوجة مِن الأمور الشائكة؛ لأننا نجد أحياناً أنَّ كلاًّ من الطرفين متعصبٌ لجنسه، فإمَّا أنْ يهضم حقوق الزوجة وينحاز للزوج - والتهمة جاهزة للمرأة بالجهل بأمور الدين وعدم معرفة قدر الرجل- و إما أن نجد فريقًا ينحاز للزوجة - باسم منظمات حقوق المرأة - ويحاول أنْ يعطيها أكثر مِن حقها الذي كفله لها الشرع على حساب الزوج.
ونظل ندور في حلقة مفرغة من التعصب لجانب المرأة أو جانب الرجل؛ لنجد أنَّ كل طرفٍ حريصٌ على تحقيق أفضل المكاسب الممكنة لنفسه وكأننا في معركة طاحنة تدور رحاها بين شخصين من المفترض أن تقوم الحياة بينهما على الحب والتوافق والسلام! ولو عدنا إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لوجدنا أساسًا متينًا تُبني عليه العلاقة بين الزوجين، ولعلمنا أنها علاقة تكامل واحترام متبادل، علاقة شراكة بين شريكين كل منهما له حقوق وعليه واجبات - وإن اختلفت هذه الحقوق والواجبات - لكن الأصل أنَّ كلا منهما عليه واجبات وله حقوق كفلها الشرع له.
لكن للأسف نجد أن البعض – لجهله بعظمة أحكام هذا الدين- يردد شبهاتٍ حول حقوق الزوج مقارنة بحقوق الزوجة في الإسلام، ويرفضون بعض ما جاء به الشرع بدعوى عدم الإنصاف، وما أصابوا في ذلك فالإسلام لا يظلمُ ولا يحابي أحدًا.
لقد أنعم الله علينا بنعم كثيرة لكنّ أعظمها هو نعمة الإسلام، فالإسلام هو الدين عند الله عز وجل؛ يقول رب العزة سبحانه: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾[1]ويقول أيضا: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[2].
والإسلام هو الخضوع والقبول بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي أن نقصر الإسلام على جزء دون جزء، ولا ينبغي أن نأخذ من الإسلام ما يوافق هوانا ونترك منه ما يخالفه، يقول تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾[3].
وقد تحدث الله عن الذين يأخذون من الإسلام ما يوافق هواهم ويتركون منه ما يخالف هواهم، فوعدهم بالخزي في الدنيا والعذاب يوم القيامة ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾[4].
وهو دين شامل ومعنى شموليته أنه منهج متكامل، وتشريع شامل لكل مجالات الحياة، فهو إيمان وعمل، عقيدة وشريعة، عبادة ومعاملة، فكر وعاطفة، أخلاق وعمران، يضع القواعد والقوانين والنظم التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع والأمة، وهذا مما يميز الإسلام عن الديانات السابقة؛ ولهذا فهو الدين الخاتم الذي يصلح لكل زمان ومكان إلى قيام الساعة، يقول صلى الله عليه وسلم: "وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً"[5].
وبما أنه منهج رباني فهو وسط عدل، ومبادئه لا تعرف الكيل بمكيالين، شرعُ الخالق العالم بما يصلح عباده، وهو دين واقعي يراعي ظروف البشر وما فُطروا عليه؛ ولذلك شرع الرخص - وهي تخفيف العبادات - في حالة السفر والمرض وغيرهما من الأعذار.
إ
ن مقارنةً خاطفةً بين الإسلام وبعض الأديان الروحانية تبين لنا الفرق الواضح، فتلك أديان تركز على الروح، وتهمل الحياة وتزهدها في أعين الناس، بل تعتبرها رجساً يجب التخلص منها بأي طريق ممكن، أما الإسلام فهو دين شامل لكل جوانب الحياة بتفاصيلها؛ فها هو أحدُ النصارى يتعجَّب قائلًا لسلمان الفارسي رضي الله عنه: عجبتُ مِن نبيِّكم هذا! يُعلِّمكم كلَّ شيء حتى الخراءة -أي آداب قضاء الحاجة -، كما يعلِّمكم الآية من القرآن.يقول الله تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾[6].
وفي مجال الأسرة - الذي هو نطاق حديثنا – بدأ الإسلام من بداية تكوين الأسرة فبيَّن أُسسَ اختيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها، وبيَّن كيف يفرح المسلم بزواجه مِن لهوٍ مباح، وحتى لا يَظلِم الرجلُ زوجتَه، ولا تُقصِّر المرأةُ تجاه زوجها، بيَّن الإسلامُ حقوقَ كلٍّ منهما تجاه الآخر. وأحكام الإسلام منها ما يستطيع العقل أن يتلمس جوانب الحكمة منه، وبعضها ما لا يستطيع العقل أن يدرك السر في تشريعه، وأمام هذه الأحكام تختلف مواقف الناس؛ فمنهم من يذعن ويقول سمعنا وأطعنا، ومنهم من يقف حائرًا أو معترضًا على الحكم يثير الشبهات في نفسه، ويثور الشك في صدره.
والمؤمن الصادق يعلم ويوقن أنه من غير الممكن أن يظلم الله أحدًا من عباده، أو أن يكون في حكمه محابيًا لأحد على حساب أحد، يعلم أن الحكم عادل وإنما المشكلة في فهمنا للحكمة من الحكم، حاله كحال أبي بكر الصديق لما حاول المشركون أن يزعزعوا إيمانه برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أُسري به، فقال: إن كان قال فقد صدق، هكذا بكل بساطة وبكل يقين.
[1] سورة ال عمران: 19
[2] سورة ال عمران: 85
[3] سورة البقرة : 208
[4] سورة البقرة : 85
[5] رواه البخاري
[6] الأنعام: 38.
ونظل ندور في حلقة مفرغة من التعصب لجانب المرأة أو جانب الرجل؛ لنجد أنَّ كل طرفٍ حريصٌ على تحقيق أفضل المكاسب الممكنة لنفسه وكأننا في معركة طاحنة تدور رحاها بين شخصين من المفترض أن تقوم الحياة بينهما على الحب والتوافق والسلام! ولو عدنا إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لوجدنا أساسًا متينًا تُبني عليه العلاقة بين الزوجين، ولعلمنا أنها علاقة تكامل واحترام متبادل، علاقة شراكة بين شريكين كل منهما له حقوق وعليه واجبات - وإن اختلفت هذه الحقوق والواجبات - لكن الأصل أنَّ كلا منهما عليه واجبات وله حقوق كفلها الشرع له.
لكن للأسف نجد أن البعض – لجهله بعظمة أحكام هذا الدين- يردد شبهاتٍ حول حقوق الزوج مقارنة بحقوق الزوجة في الإسلام، ويرفضون بعض ما جاء به الشرع بدعوى عدم الإنصاف، وما أصابوا في ذلك فالإسلام لا يظلمُ ولا يحابي أحدًا.
لقد أنعم الله علينا بنعم كثيرة لكنّ أعظمها هو نعمة الإسلام، فالإسلام هو الدين عند الله عز وجل؛ يقول رب العزة سبحانه: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾[1]ويقول أيضا: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[2].
والإسلام هو الخضوع والقبول بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي أن نقصر الإسلام على جزء دون جزء، ولا ينبغي أن نأخذ من الإسلام ما يوافق هوانا ونترك منه ما يخالفه، يقول تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾[3].
وقد تحدث الله عن الذين يأخذون من الإسلام ما يوافق هواهم ويتركون منه ما يخالف هواهم، فوعدهم بالخزي في الدنيا والعذاب يوم القيامة ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾[4].
وهو دين شامل ومعنى شموليته أنه منهج متكامل، وتشريع شامل لكل مجالات الحياة، فهو إيمان وعمل، عقيدة وشريعة، عبادة ومعاملة، فكر وعاطفة، أخلاق وعمران، يضع القواعد والقوانين والنظم التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع والأمة، وهذا مما يميز الإسلام عن الديانات السابقة؛ ولهذا فهو الدين الخاتم الذي يصلح لكل زمان ومكان إلى قيام الساعة، يقول صلى الله عليه وسلم: "وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً"[5].
وبما أنه منهج رباني فهو وسط عدل، ومبادئه لا تعرف الكيل بمكيالين، شرعُ الخالق العالم بما يصلح عباده، وهو دين واقعي يراعي ظروف البشر وما فُطروا عليه؛ ولذلك شرع الرخص - وهي تخفيف العبادات - في حالة السفر والمرض وغيرهما من الأعذار.
إ
ن مقارنةً خاطفةً بين الإسلام وبعض الأديان الروحانية تبين لنا الفرق الواضح، فتلك أديان تركز على الروح، وتهمل الحياة وتزهدها في أعين الناس، بل تعتبرها رجساً يجب التخلص منها بأي طريق ممكن، أما الإسلام فهو دين شامل لكل جوانب الحياة بتفاصيلها؛ فها هو أحدُ النصارى يتعجَّب قائلًا لسلمان الفارسي رضي الله عنه: عجبتُ مِن نبيِّكم هذا! يُعلِّمكم كلَّ شيء حتى الخراءة -أي آداب قضاء الحاجة -، كما يعلِّمكم الآية من القرآن.يقول الله تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾[6].
وفي مجال الأسرة - الذي هو نطاق حديثنا – بدأ الإسلام من بداية تكوين الأسرة فبيَّن أُسسَ اختيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها، وبيَّن كيف يفرح المسلم بزواجه مِن لهوٍ مباح، وحتى لا يَظلِم الرجلُ زوجتَه، ولا تُقصِّر المرأةُ تجاه زوجها، بيَّن الإسلامُ حقوقَ كلٍّ منهما تجاه الآخر. وأحكام الإسلام منها ما يستطيع العقل أن يتلمس جوانب الحكمة منه، وبعضها ما لا يستطيع العقل أن يدرك السر في تشريعه، وأمام هذه الأحكام تختلف مواقف الناس؛ فمنهم من يذعن ويقول سمعنا وأطعنا، ومنهم من يقف حائرًا أو معترضًا على الحكم يثير الشبهات في نفسه، ويثور الشك في صدره.
والمؤمن الصادق يعلم ويوقن أنه من غير الممكن أن يظلم الله أحدًا من عباده، أو أن يكون في حكمه محابيًا لأحد على حساب أحد، يعلم أن الحكم عادل وإنما المشكلة في فهمنا للحكمة من الحكم، حاله كحال أبي بكر الصديق لما حاول المشركون أن يزعزعوا إيمانه برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أُسري به، فقال: إن كان قال فقد صدق، هكذا بكل بساطة وبكل يقين.
[1] سورة ال عمران: 19
[2] سورة ال عمران: 85
[3] سورة البقرة : 208
[4] سورة البقرة : 85
[5] رواه البخاري
[6] الأنعام: 38.