يروي الإمام البخاري في صحيحه
من حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه قال:
إنّ حكيم بن حزام رضي الله عنه قال:
سألتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأعطاني،
ثمّ سألتُه فأعطاني، ثمّ سألتُه فأعطاني،
ثمّ قال: ”يا حكيم، إنّ هذا المال خضرة حلوة،
فمَن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه،
ومَن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، كالّذي يأكل ولا يشبع،
واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى”،
قال حكيم: فقلتُ: يا رسول الله،
والّذي بعثك بالحقّ لا أرزأ (لا أنقص مال أحد بالطلب منه)
أحدًا بعدك شيئًا حتّى أفارق الدّنيا.
البركة لا تعني وفرة في المال، ولا سطوة في الجاه،
ولا كثرة في الولد،
إنّما هي قيمة معنوية لا ترى بالعين، ولا تقاس بالكم،
ولا تحويها الخزائن،
بل يشعر بها الإنسان بين جوانحه، من صفاء في النّفس،
وطمأنينة في القلب وانشراح في الصّدر، وقناعة ظاهرة.
ومعنى البركة: النّماء والزّيادة، وكثرة الخير، والبركة
ما كانت في قليل إلاّ كثَّرته،
وما كانت في صغير إلاّ كبَّرته،
ولا غنى لمسلم عنها حتّى الأنبياء والمرسلون
فهم يطلبونها من المولى سبحانه،
فها هو صلّى الله عليه وسلّم يدعو ربّه فيقول:
”اللّهمّ اهدني فيمَن هَدَيْتَ، وبَارِك لي فيما أَعْطَيْتَ”،
وبيَّن عيسى عليه السّلام فضل ربّه عليه فقال:
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ}،
وتحدث البيان القرآني عن إبراهيم عليه السّلام فقال: {
وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ، وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ}،
وفي معرض بيان تفضُّل الله على عباده في إكرامه لهم بخير السّماء قال:
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ،
وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ، رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا}.
والبركة هبة من الله، وهي لا تقاس بالأسباب المادية ولا بالعمليات الرياضية،
فربُّنا إذا بارك في عمر الإنسان أطاله فكان في طاعته،
وإذا بارك له في عمله يجد قوّة وهمَّة، فلا يعجز ولا يتكاسل،
وإذا بارك في صحّته حفظها ومتّع بها صاحبها،
وإذا بارك للإنسان في المال نماه له، ورزق صاحبه القناعة،
ووفّقه لأن يصرفه في وجوه الخير،
وإذا بارك الله في الزّوجة أقرَّ بها عين زوجها، إن نظر إليها سرَّته،
وإن غاب عنها حفظته،
وإذا بارك في علم العالم قاده للعمل به وبذله للخلق.
ومع ما في البركة من خير وفضل، فإنّ هناك أسبابًا تمحقها،
ومن أهمِّ وأعظم الأسباب الذّنوب والمعاصي، الّتي هي رأس كلّ هوان للعبد،
يقول ابن القيم رحمه الله: ”ومن عقوبة المعاصي أنّها تمحق بركة العمر، وبركة الرّزق،
وبركة العلم، وبركة العمل وبركة الطّاعة، وبالجملة فإنّها تمحق بركة الدِّين والدُّنيا،
فلا تجد أقلّ بركة في عمره ودينه ودُنياه ممَّن عصى الله،
وما محقت البركة من الأرض إلاّ بمعاصي الخلق”،
من حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه قال:
إنّ حكيم بن حزام رضي الله عنه قال:
سألتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأعطاني،
ثمّ سألتُه فأعطاني، ثمّ سألتُه فأعطاني،
ثمّ قال: ”يا حكيم، إنّ هذا المال خضرة حلوة،
فمَن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه،
ومَن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، كالّذي يأكل ولا يشبع،
واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى”،
قال حكيم: فقلتُ: يا رسول الله،
والّذي بعثك بالحقّ لا أرزأ (لا أنقص مال أحد بالطلب منه)
أحدًا بعدك شيئًا حتّى أفارق الدّنيا.
البركة لا تعني وفرة في المال، ولا سطوة في الجاه،
ولا كثرة في الولد،
إنّما هي قيمة معنوية لا ترى بالعين، ولا تقاس بالكم،
ولا تحويها الخزائن،
بل يشعر بها الإنسان بين جوانحه، من صفاء في النّفس،
وطمأنينة في القلب وانشراح في الصّدر، وقناعة ظاهرة.
ومعنى البركة: النّماء والزّيادة، وكثرة الخير، والبركة
ما كانت في قليل إلاّ كثَّرته،
وما كانت في صغير إلاّ كبَّرته،
ولا غنى لمسلم عنها حتّى الأنبياء والمرسلون
فهم يطلبونها من المولى سبحانه،
فها هو صلّى الله عليه وسلّم يدعو ربّه فيقول:
”اللّهمّ اهدني فيمَن هَدَيْتَ، وبَارِك لي فيما أَعْطَيْتَ”،
وبيَّن عيسى عليه السّلام فضل ربّه عليه فقال:
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ}،
وتحدث البيان القرآني عن إبراهيم عليه السّلام فقال: {
وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ، وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ}،
وفي معرض بيان تفضُّل الله على عباده في إكرامه لهم بخير السّماء قال:
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ،
وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ، رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا}.
والبركة هبة من الله، وهي لا تقاس بالأسباب المادية ولا بالعمليات الرياضية،
فربُّنا إذا بارك في عمر الإنسان أطاله فكان في طاعته،
وإذا بارك له في عمله يجد قوّة وهمَّة، فلا يعجز ولا يتكاسل،
وإذا بارك في صحّته حفظها ومتّع بها صاحبها،
وإذا بارك للإنسان في المال نماه له، ورزق صاحبه القناعة،
ووفّقه لأن يصرفه في وجوه الخير،
وإذا بارك الله في الزّوجة أقرَّ بها عين زوجها، إن نظر إليها سرَّته،
وإن غاب عنها حفظته،
وإذا بارك في علم العالم قاده للعمل به وبذله للخلق.
ومع ما في البركة من خير وفضل، فإنّ هناك أسبابًا تمحقها،
ومن أهمِّ وأعظم الأسباب الذّنوب والمعاصي، الّتي هي رأس كلّ هوان للعبد،
يقول ابن القيم رحمه الله: ”ومن عقوبة المعاصي أنّها تمحق بركة العمر، وبركة الرّزق،
وبركة العلم، وبركة العمل وبركة الطّاعة، وبالجملة فإنّها تمحق بركة الدِّين والدُّنيا،
فلا تجد أقلّ بركة في عمره ودينه ودُنياه ممَّن عصى الله،
وما محقت البركة من الأرض إلاّ بمعاصي الخلق”،