قصة مثل : على نفسها جنت براقش
تعود قصة هذا المثل لقبيلة صغيرة على الأغلب في العصر الجاهلي ، كانت تعيش في سلم وسلام ، وأمن وأمان ، وكانت لأهل هذه القبيلة كلبة تدعى براقش ، تذوذ عن أغنامهم في المرعى من الذئاب المفترسة ، وتحرسهم ليلا وهم نيام .
وحدث ذات ليلة أن أغار عليهم مجموعة من الصعاليك الذين ينهبون ويقتلون دون رحمة ، فهرب أهل القبيلة قبل أن يدركهم الأعداء ، وبخصوص طريقة هروبهم ، فعلى الأرجح أن الكلبة براقش أحست بالخطر قبل قدومه ، أو أن أحد سكّان القبيلة لمحهم من بعيد فأبلغ قومه فهربوا .
فأخذ الصعاليك يتتبعون آثارهم دون جدوى ، وقد أوشكوا على أن يرجعوا إلى أوكارهم بعدما أيقنوا بهروب أهل القبيلة وبالتالي فشل غارتهم ، لكن جرت الرياح بما اشتهت سفنهم ، وكانت على النقيض عند أهل براقش .
فبينما هم هاربون والخوف يملأ صدورهم وقلوبهم ، إذ بنباح براقش يهز المكان ، ويبدد سكون الليل الهادئ ، فحاول القوم أن ينهروا الكلبة بكل ما أوتوا من حيلة عن النباح ، لكنها زادت في نباحها واشتد ذلك حتى وصل إلى مسامع العدو ، فتتبعوا مصدر النباح حتى عثروا على أهل القبيلة فنهبوهم وقتلوهم . فأضحت هذه القصة مثلا لكل من عمل عملا يجني به على نفسه أو غيره .
يقول الشاعر :
لم تكن عن جناية لحقتني لا يساري ولا يميني رمتني
بل جناها أخ عليّ كريم وعلى أهلها براقش تجني
وبما أن براقش كلبة ، فعلى الأغلب أن اللصوص تركوها ولم يهتموا بقتلها ، أو أنها نفذت بجلدها بعد أن جنت على قومها .